عالم الانترنت

من طرف **أمجد حمشو** الخميس يوليو 21, 2011 1:34 am

عندما يتحول وهماً من يحب عن طريق «الشات»
لايعرف حتىَ من يحب وإن كان بنية الزواج
صحيح إنه في كل يوم يكتب بالساعات الطويلة جُملاً رومانسية ويحكي عما يحصل له
وربما يمكنه أن يسمع الطرف الآخر ويشاهده عن طريق الـ «Web camera»
لكن هذا ليس كافياً
إذ لايمكن أن يُختزل الإنسان بصورة وكلمات في رسائل
فالإنسان سلوك وعادات وتفاصيل حياة يومية هي التي تحدد هوية كل شخص

تؤكد الأبحاث أن مواقع الزواج على الإنترنت أو مواقع التعارف قد تساعد في إلتقاء الشريكين
لكن دورها لايرتقي لمستوى الزواج الحقيقي والإستمرارالمُتسم بتوفر المصداقية والجدية
فكيف يعلم الطرف الأول مدىَ مصداقية الطرف الآخر؟!!
فالزواج التقليدي قد تتوفر فيه مقومات الإستقرار والإستمرارية
لقيامه على أسس ومواصفات معروفة مُسبقاً لدىَ الطرفين
بينما الزواج عن طريق الإنترنت في رأي بعضهم يخضع لمقاييس شكلية
بعيدة كل البُعد عن الأسس السليمة المطلوبة للزواج المستقبلي الناجح
ولكن مع ذلك قد يُحالف الحظ بعض هذه التجارب
ربما لتوفر عنصر الصدق بين الطرفين
«وهذا من أهم الشروط»
فالصدق هو مايجعل هذه العلاقة أن تستمر لتنتهي بزواج سعيد

إن الزواج عبر الإنترنت هو وسيلة حديثة للتواصل الإجتماعي بين البشر
ولكن النتائج المترتبة عليه من حيث إستمرارية الزواج أو فشله
غير مرتبطة بهذه الوسيلة بحد ذاتها
بل بعوامل أخرىَ مثل خصائص الزوجين
إتجاهاتهما .. أفكارهما .. تصوراتهما للزواج أو تكوين أسرة والدور المنوط بكل منهما
فإذا توافقت هذه العناصر يمكن أن يكون التواصل عبر الإنترنت ناجحاً لتوفر مقوماته
أما في حال عدم التوافق فلا شك سيكون الفشل هو نهاية هذه العلاقة
وباختصار… الإنترنت هو وسيلة للتعارف وليس أكثر
ولا يمكن أن نحمله فشل ونجاح تجربة الزواج

ولكن يُمكن القول إن فرص التلاعب بالمشاعر والأحاسيس في الإنترنت تكون أكبر
خصوصاً عندما يدخل إلى الموقع أناس بأشكال وأسماء غير حقيقية
وبمشاعر أيضاً مزيفة وقصص واهية ويتعرض البعض لخيبات أمل لعدم المصداقية
فلكل مستخدمي الإنترنت دعوة لنتصالح مع أنفسنا ونكون صادقين مع ذواتنا ومع من نتعامل
فكم من قلوب تألمت إثر خيانة أو غدر جاء من باب اللهو والتسلية وعدم تقدير للمسؤولية
فلنجعل من عالم الإنترنت «هذا العالم الواسع» حياة جميلة ومصدراً للعلم وفائدة للبشرية

دمتــم بحفظ الله ** تقبلــوا إحتــرامي وتقديــري